منبج" وأسماؤها.. من هنا مرت الحضارات..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هي "منبج"، و"مبوغ" وسميت "ليتا آشور"، و"أديسه"، و"بامبيكه"..، والكثير من الأسماء عبر تاريخها العريق الذي يعود إلى مئات السنين قبل الميلاد عندما تأسست على أيدي "الحثيين"- كما تذكر بعض المصادر التاريخية- والمميز في "منبج" تعدد أسمائها ودلالاتها خلال المراحل التاريخية التي مرت بها، ليكون أغلب ما سميت به من أسماء قريب من اسمها الحالي "منبج" والذي أرجعه الباحثون إلى وفرة مياهها وكثرة ينابيعها
وللحديث عن أسماء مدينة "منبج" عبر التاريخ والدلالات والمعاني لتلك الأسماء التقينا الأستاذ "محمد الغويش" الباحث في تاريخ "منبج"، فتحدث لنا عن بدايات تأسيس "منبج" والاسم الأول لها، فقال: «يقال إن "منبج" تأسست على أيدي الحثيين الذين هاجموا بلاد شمال سورية واستوطنوا جنوب جبال طوروس واتخذوا "كركميش" قديما أحد مراكزهم. ولقرب "منبج" من "كركميش"، "جرابلس" حاليا أعتقد أن الحثيين ابتنوها وسموها "مبوغ"، ولكن الملك الآشوري "سلمناصر" حاول تبديل اسمها إلى "ليتا آشور".

كما أوردها "ياقوت الحموي" في كتابه" معجم البلدان، ويقول: "منبج" بلد قديم وما أضنه إلا روميا إلى أن جاز تسميتها بالعربية بقوله: نبج الرجل ينبج إذا قعد في النبجه وهي الأكمة. ويجوز أن يكون النبيج وهو طعام كانت العرب تتخذه في المجاعة يخض الوبر في اللبن فيجدع ويؤكل..».
** "منبج" وارتباطها بالمياه..
تحدث عن تسمية "منبج" إلى ارتباط هذا الاسم بوفرة مياهها وكثرة ينابيعها، وعن هذا الارتباط يتحدث الأستاذ "الغويش" فيقول: «عامة الناس يقولون إن تسمية "منبج" جاءت من كثرة مياهها ووفرتها. وأنا في عام 1970 شاهدت بأم عيني أقنية تسيح على وجه الأرض تسمى "السرب". فتعني تسميتها (ماء- بج) إلى أن تداولتها الألسن فأصبحت "منبج"، فهي ذات الينابيع المطهرة والجداول الكثيرة المنفردة، ومما يؤكد لنا كثرة مياهها زمن الروم وقبلهم وجود آلهة لهذه المياه كالآلهة "أتار"..».

** منبج وارتباط أسمائها بالطقوس الدينية والفاتحين..

لمنبج العديد من الأسماء التي ارتبطت تارة بالطقوس الدينية، وتارة أخرى بالحضارات التي شهدتها وبالفاتحين الذين مروا بها، وعن هذا يقول: «هناك العديد من الروايات عن تأسيس "منبج"، فذكر بعضهم ان اول من بناها "كسرى" لما غلب على الشام وسماها "منبه".

الطباخ" في كتابه "أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء" حيث قال: منبج بفتح الميم وسكون النون وكسر الباء وبعدها الجيم، وهي بلدة بالشام وسماها "منبه"، فعربت وقيل "منبج".

لكن لمنبج تسميات عدة فقبل أن تكون منبج الفارسية كانت "مابوغ" الحثية، وكانت "نابيجي" و "نابيجو" الآرامية. وفي "منبج" مقر صنم كبير اسمه "تركيد" كان يعبده أهلها وأهل "حلب" لذا سميت "هيرابوليس" أي المدينة المقدسة. ويذكر انها كانت تسمى قبل ذلك "أيدسه"، و"بامبيكه" وكان السوريون يسمونها "ماجوج".

ولفظة "منبج" سريانية محرفة عن "منبغ" ومعناها المنبع، وسميت بهذا الاسم لوجود عين عظيمة تعرف باسم "الرام" وهي الآن الملعب البلدي لكرة القدم».

ويذكر لنا "محبوب بن القسطنطين" في كتابه الذي وضعه في أخبار ملوك الروم حيث قال: «لما كانت سنة خمسين من مُلك "بختنصر" قتل "فرعون الأعرج" ملك "مصر". وكان الفرعون قد أحرق مدينة "منبج" من قبل ملك الفرس وبنيت وسميت "أبروقيش". ولقد زار مدينة "منبج" الخليفة "هارون الرشيد"، ثم سماها "العواصم" لأنها تعصم المسلمين من العدو الروماني. وجعلها مدينة العواصم، أي عاصمة العواصم. لكني أصف "منبج" من خلال حروفها فأقول: الميم وتعني ماء. النون وتعني نبع. والباء وتعني بساتين. والجيم وتعني جنان. فأوائل الكلمات تعني "منبج